للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨/ ٨ - (إِن الله أمرَ يحيى بنَ زكريا بخمسِ كلماتٍ يعملُ بِهِنَّ، ويأمرُ بني إسرائيل يعملونَ بهنَّ، وإِنّ عيسى ابنَ مريم قال له: إِنَّ الله أمرك بخمس كلماتٍ تعمل بهن، وتأمر بهنّ بني إسرائيل يعملون بهنّ، فإما أنْ تأمُرَهُم، وإما أنْ آمُرَهُم؟ قال: إِنك إِنْ تسبِقْنِي بهن خَشِيتُ أَنْ أعَذبَ، أو يُخْسَفَ بي. قال: فجمع النُّاسَ في بيت القدس حتى امتلأَ، وقعد النَّاسُ على الشُّرُفاتِ، قال: فوعظهم، قال: إن الله أمرني بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أعملُ بهنَّ، وآمُرُكُم أنْ تعملوا بهنَّ. أُولاهن: أَنْ تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وإِنَّ مثل مَنْ أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا مِنْ خالص ماله بذهب، أو وَرِقٍ. قال: هذه داري، وهذا عملي، فاعمل وأدِّ إليّ، فجعل يعمل ويؤدي إلى غيره سيده، فأيكم يسرُّهُ أنْ يكونَ عبده كذلك؟! وإن الله خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئًا، وآمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا. وآمركم بالصيام. وإن مثل ذلك كمثل رجل كانت معه صُرَّةٌ فيها مسكٌ، ومعه عصابة كلهم يعجبه أنْ يجدَ رِيْحَهَا، وإن الصيام أطيب عند الله مِنْ ريحِ المسك. وآمركم بالصدقة، وإنَّ مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو، وقاموا إليه فأوثقوا يده إلى عُنُقِهِ، فقال: هل لكم أَنْ أفدِي نفسي منكم؟ قال: فجعل يُعطِيهِمُ القليلَ والكثيرَ لِيَفُكَّ نفسه منهم. وآمرُكم بِذِكْرِ الله كثيرًا وإِنَّ مثل ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>