وإسماعيل بنُ مسلم: هو المكيُّ. وهو ضعيفٌ، بل واهٍ. وخالفه: أبو يونس القشيريُّ حاتم بنُ أبي صغيرة، فرواه عن عَمرو بن دينار، عن عريب [و"عريب": كُتِبت بخط واضح، ولعلها "كُريب"، لا سيما وقد رواه أحمد كما يأتي من طريق حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو عن كريب، فلعل الناسخ صحَّفها، والله أعلم] عن ابن عباس، قال: مسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رأسي، وقال:"اللهم علِّمه التأويل". فجعل شيخ عَمرو بن دينار "عَرِيبا".
أخرجه أبو الفضل الزهري في حديث ج ٤ / ق ٨٥/ ١ من طريق عبد الله، يعني: ابن محمد البغوي، قال: نا نصر بنُ عليّ الجهضمي: نا يحيى بن أبي الحجاج: نا أبو يونس القشيريّ.
وعريبٌ هذا يشبه أن يكون "ابن حميد" أحدُ الثقات، ولكن يحيى بن أبي الحجاج ضعيفٌ، والمحفوظ عن عَمرو بن دينار أنه يرويه عن كريبٍ. وقد خالفه عبد الله ابنُ بكر، كما يأتي إن شاء الله.
قال أبو عَمرو -غفر الله له-: تراه في أبواب (فضائل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - والآل والصحب)، كما ترى هناك طائفةً من الأحاديث في فضائل ابن عباس رضي الله عنهما.
فصلٌ: قال شيخُنا أبو إسحاق - رضي الله عنه -: وقد ورد سببٌ آخر لهذا الدعاء: فأخرج أبو نعيم في الحلية، من طريق أبي زيد الهروي: ثنا النضر ابنُ شُمَيل: ثنا يونس بن أبي إسحاق: ثني عبد المؤمن الأنصاري، قال: قال ابنُ عباس: كنتُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام إلى سقاءٍ فتوضأ، وشربَ قائما، ثم صففتُ خلفهُ، فأشار إلَيَّ لأوازي به، لأقوم عن يمينه، فأبيتُ! فلما قضى صلاته، قال:"ما منعك أن لا تكون وازيت بي؟ " قلتُ: يا رسول الله أنتَ أجلُّ في عيني أَنْ