وأبو زيد الهروي: اسمه سعيد بن الرَّبيع، وهو من أقدم شيوخ البخاري، وثقه أحمد وغيره. وبقية رجاله ثقاتٌ، إلا عبد المؤمن هذا، فترجمه ابنُ أبي حاتم في الجرح والتعديل٣/ ١ / ٦٥ وقال: روى عن ابن عباس، روى عنه يونس بن أبي إسحاق. لم يزد على ذلك، فهو على هذا الرسم مجهول العين. ولو صحَّ لحُمِلَ على تعدد الواقعة. والله أعلم.
٨٨٨/ ٥ - (إنَّ الله تبارك وتعالى لا يقبضُ العلمَ بقبضٍ يقبضُهُ، ولكن يقبضُ العلماءَ بعلمِهِم).
(رواه أبو موسى المديني في اللطائف ج ١ / ق ٤٧/ ١ من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة بن الزبير، حدَّثه قال: حدثني عبد الله بنُ عَمرو ابنِ العاص - رضي الله عنهما - مرفوعًا به). (هذا إسنادٌ صحيحٌ. وهو حجة في إثبات سماع: يحيى بن أبي كثير من عروة بن الزبير. ويؤيد ذلك أن إسحاق ابنَ منصور سأل يحيى بنَ معين كما في المراسيل ص ٢٤١ قال: يحيى بنُ أبي كثير سمع من عروة؟ قال: نعم. اهـ. وفي ذلك ردٌّ على ابنِ أبي حاتم حيت قال في المراسيل ص٢٤٢: سمعتُ أبا زرعة يقول: يحيى بنُ أبي كثير لم يسمع من عروة. ثم قال: قال أبي: يحيى بنُ أبي كثير ما أراه سمع من عروة بن الزبير لأنه يدخلُ بينه وبينه رجلٌ أو رجلان ولا يذكرُ سماعًا ولا رؤية. اهـ. قال شيخُنا: وفي هذا التعقب والذي قبله دلالة على أن الحجة في إثبات السماع هي الأسانيد، وأنها مقدمة على قول العالم بالنفي كما حققته قبل ذلك. وانظر التعقب رقم ٢١٢٤، وأيضًا رقم ١٤٧٢)(أبو موسى المديني في اللطائف)(تنبيه ١٢ / رقم ٢٤٦٥).