للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بركتك. فيومئذٍ تأكُلُ العصابةُ مِنَ الرُّمَّانةِ، ويستظلون بِقِحْفِهَا، ويُبَارَكُ في الرِّسْلِ. حتى إنَّ اللَّقْحَةَ مِنَ الإبلِ لتكفي الفئامَ مِنَ النَّاسِ، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذَ من الناس. فبينما هم كذلك إذ بعث الله تعالى ريحًا طيبةً، فتأخُذُهُم تحتَ آباطِهم، فتقبضُ رُوحَ كلِّ مؤمنٍ وكلِّ مسلمٍ، ويبقى شِرَارُ الناس يتهارجون فيها تَهَارُجُ الحُمُرِ، فعليهم تقومُ الساعةُ.

غريب الحديث:

(فخفض فيه ورفع) في معناه قولان: أحدهما أن خفض بمعنى حقر، وقوله (رفع) أي عظمه وفخمه. فمن تحقيره وهوانه على الله تعالى عَوَرُه، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم "هو أهون على الله من ذلك"، وأنه لا يقدر على قتل أحد إلا ذلك الرجل، ثم يعجز عنه، وأنه يضمحل أمره، ويقتل بعد ذلك، هو وأتباعه. ومن تفخيمه وتعظيم فتنته والمحنة به هذه الأمور الخارقة للعادة وأنه ما من نبي إلا وقد أنذره قومه. والوجه الثاني أنه خفض صوته في حال الكثرة فيما تكلم فيه، فخفض بعد طول الكلام والتعب ليستريح، ثم رفع ليبلغ صوته كل أحد بلاغا كاملًا مفخما.

(غير الدجال أخوفني عليكم) فيه أوجه، أظهرها: أنه من أفعل التفضيل، وتقديره: غير الدجال أخوف مخوفاتي عليكم.

(قطط) أي: شديد جعودة الشعر، مباعد للجعودة المحبوبة. (إنه خارج خلة بين الشام والعراق) قال القاضي: المشهور فيه خلة، قيل معناه سمعت ذلك وقبالته.

(فعاث يمينا وعاث شمالا) العيث الفساد، أو أشد الفساد، والإسراع فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>