حديث الأنصار، فقال معاويةُ: ألا أزيدُكم حديثًا سمعتُهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين. قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: .. فذكر الحديث). (لا شك في رجحان هذا الوجه، لا سيما وفيهم المدنيون، وهم أعلمُ بحديث يحيى الأنصاري، وقد قضى الدارقطنيُّ في "العلل"(٧/ ٥٦) على رواية معاوية بن صالح بالوهم، وصوَّب رواية مالك ومن معه ويزيد بنُ جارية له صحبةٌ. وقيل هو زيد ابنُ جارية، وهو الذي يروي هذا الحديثَ عن معاوية -لا النعمان بن مُرّة الزُّرَقيّ- كما جزم الخطيبُ. ولهذا الحديث، بهذا اللفظ، شواهدُ صحيحةٌ عن البراء ابن عازب وغيره.
فصلٌ: ورد هذا الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، من رواية فُضَيل بن سُلَيمان النمري أبي سليمان البصري، عن موسى بن عُقبة، عن صفوان بن سُلَيم، عن سعيد بن المسيب، عنه، مرفوعًا بلفظ حديث معاوية التالي.
فصلٌ: وورد أيضًا عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما -. من رواية معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن النُّعمان بن مُرَّة الزُّرَقيّ، أنَّه سمع معاوية بنَ أبي سفيان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أحبَّ الأنصار فبِحُبِّي أحَبَّهُم، ومن أبغضَ الأنصار فببُغضِي أَبغَضَهُم. قال شيخُنا: في متنه غرابةٌ. قلتُ: حديثُ أبي هريرة فيه: فُضَيل بن سُلَيمان، قال العلماء: يُحدِّث عن موسى بن عقبة بالمناكير. وحديثُ معاويةَ: معلولٌ بالمخالفة، فمعاوية بنُ صالح رواه هكذا، وخالفه جماعةٌ كثيرةٌ كما تقدم، فرووه عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، أنَّ سعد بنَ إبراهيم أخبره، عن الحكم بن ميناء، أنَّ يزيد بنَ جارية الأنصاريّ، أخبره أنَّهُ كان جالسًا في نفرٍ من الأنصار، فخرج عليهم معاوية .. وذكره بالسياق الأول) (خ كبير، س كبرى، حم، حم فضائل، ش، يع، ابن أبي عاصم آحاد، طب