للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقالوا: دونك هذا الرَّكيُّ. قالت: وركيُّ في الدار تلقى فيها النتن. قالت: فبات من غير أن يُفطر، فلما كان في السَّحر أتيتُ جاراتٍ في على أحاجير متواصلة -تعني: السطوح-، فسألتهم الماء العذب فأعطوني كوزًا، فلمَّا جئتُ به نزلتُ، فإذا عثمان في أسفل الدرجة نائمًا يغطُّ، فأيقظته، قلتُ: هذا ماءٌ عذبٌ، أتيتُك به. قالت: فرفع رأسه ينظرُ إلى الفجر، فقال: إني أصبحتُ صائمًا. فقلتُ: من أين ولم أرَ أحدًا أتاك بطعامٍ ولا شراب. فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اطّلع عليَّ من هذا السقف ومعه دلوٌ من ماء، فقال: "اشرب يا عثمان" فضربت حتى رويت، ثم قال: "ازدد" فشربتُ حتى رويت، ثم قال: "أما إنّ القوم سيكثرون عليك، فإنْ قاتَلْتَهُم ظفرت، وإنْ تركتَهُم أفطرت عندنا". فدخلوا عليه من يومه، فقتلوه. وفي رواية قال أبو سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري: أشرف عليهم عثمان - رضي الله عنه - ... ثم ذكر حديثًا، وفي آخره: فرأيتُهُ أشرف عليهم مرة أخرى، فوعظهم، وذكرهم، فلم تأخذ فيهم الموعظة، وكان الناسُ تأخذ فيهم الموعظةُ أول ما يسمعونها، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم. قال: ثم إنه فتح الباب، ووضع المصحف بين يديه، وقال: وذاك أنه رأى من الليل أنَّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أفطر عندنا الليلة". وفي رواية: أنَّ عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أعتق عشرين مملوكا، ودعا بسراويل فشدها عليه، ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام، وقال: إني رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البارحة في المنام، ورأيتُ أبا بكر وعُمر، وإنهم قالوا لي: اصبر فإنك تفطرُ عندنا القابلة، ثم دعا بمصحف فنشرهُ بين يديه، فقتل وهو بين يديه. وفي رواية: قال عثمان - رضي الله عنه - لكثير ابنِ الصلت: يا كثيرُ! أنا والله مقتولٌ غدًا. قال: بل يُعْلِي الله كعبَك، ويكبتُ عدوك. قال: ثم عاد فقال له مثل ذلك. فقال: عمَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>