السابع ما رواه الطبرانيُّ، قال: ثنا صالح بنُ أحمد بنِ أبي مقاتل، قال: نا محمد بنُ يحيى القطعيُّ، قال: نا عاصم بنُ هلال البارقيُّ، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عُمر مرفوعًا: لا طلاق إلا بعد نكاحٍ.
(وهذا سندٌ ضعيفٌ جدًّا لأجل شيخ الطبرانيّ، صالح بن أحمد. فترجمه ابنُ حبان في "المجروحين"(١/ ٣٧٣)، قال: صالح بنُ أحمد بنِ أبي مقاتل أبو الحسين القيراطيُّ، شيخٌ، كتبنا عنه ببغداد .. يسرقُ الحديث، يقلبُهُ، ولعله قد قلب أكثر من عشرة آلاف حديثٍ، فيما خرَّج من الشيوخ والأبواب، شهرتُهُ عند من كتب الحديث من أصحابنا تغني عن الاشتغال بما قلب من الأخبار؛ لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ. انتهى. وترجمه الخطيبُ في "تاريخ بغداد"(٩/ ٣٢٩ - ٣٣٠)، وقال: كان يُذكر بالحفظ، غير أن حديثه كثير المناكير. ونقل عن الدارقطنيّ، قال. كذّابٌ دجالٌ، يحدِّث بما لم يسمعه. ثم قال الخطيب: قال لي البرقانيُّ: لم نكن نكتب حديث صالح بن أبي مقاتل. قلتُ: ولم ذاك، لضعفه؟ قال: نعم، هو ذاهبُ الحديث. انتهى. ولكنه توبع. تابعه ابنُ صاعد، قال: ثنا محمد بنُ يحيى القطعيُّ بهذا الإسناد سواء ...
قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا عاصم بنُ هلال، تفرَّد به: محمد ابنُ يحيى القطعي. وقال ابنُ عدي: قال لنا ابنُ صاعد، وما سمعناه إلا منه، ولا أعرفُ له علَّة فأذكرُهَا. قلتُ: وابنُ صاعد إمامٌ ثقةٌ ثبتٌ، ولكن عاصم بنَ هلال -وكان إمامًا لمسجد أيوب السختياني- فضلًا عن أن الشيخين لم يحتجا به، ولم يرويا عنه شيئًا، ولم يرو له أحدٌ من الستَّة إلا النسائيّ، فهو مختلفٌ فيه. فضعَّفه ابنُ معين والنسائيُّ وابن عديّ وابنُ حبان. وصرَّح أبو زرعة وابنُ عديّ أنه يروي عن أيوب السختياني أحاديت مناكير غير محفوظة، وحديثُهُ هذا عن أيوب. ومشاهُ أبو حاتم الرازي وأبو داود والدارقطنيُّ والبزار. ونحن نقول: إن هذه التمشية من