في ذمة الدولة. وفي العادة، فان هذه التسبيقة لا تكون في شكل نفود، وإنما تدفع في شكل بضائع وبالفائدة. وقد كان هؤلاء الرجال دائما في وضعية تجبرهم على قبول التسبيقات مهماكانت الشروط. ولكن، لو ان واحدا منهم يموت قبل نهاية السنة، ولم يترك وراءه شيئا، فان اليهودي، يخسر المبالغ المسبقة. وكانت قوانين الإيالة تسمح بهذا النوع من المعاملات وعندما قام الفرنسيون بغزو الجزائر توقفت أجور هؤلاء الكراغلة، وضاع الضمان المثمثل في الحكومة التركية بالنسبة لكل من كان مقرضا لهؤلاء الرجال، ذلك ان الفرنسيين لم يكونوا يدفعون الاجور للكراغلة. وعندئذ اجتمع اليهود وأرسلوا اعتراضاتهم إلى السيد المارشال بورمون يطلبون منه أن يدفع ذلك الدين المترتب على الدولة. وقد رفض المارشال التسليم لادعاءاتهم. إنهم كانوا يريدون الحصول على ديونهم من موارد المؤسسات الخيرية المخصصة للاعتناء بالثكنات التي تقوم في هذا البلد مقام دار العجزة والمقعدين في فرنسا لانها لم تكن آهلة إلا بالجنود المقعدين وبأرامل الجنود وأيتامهم وهؤلاء المقعدون هم وحدهم الذين لهم الحق في المطالبة بالمعونة من تلك المؤسسات.
أما مطالب اليهود الناتجة عن ديون وقع التعاقد عليها مع جنود يعملون ويتمتعون بصحة جيدة، فإن وفاءها لو تم من صندوق تلك المؤسسات لشكل خرقا للترتيبات التي وضعها منشؤ تلك المؤسسات.
وعندما رأى اليهود أنهم لن يحصلوا في الجزائر على أي شيء يرضيهم من الولاة الفرنسيين وجهوا مطالبهم إلى باريس قصد الحصول على المبلغ الذي هم به دائنون وأنني أجهل ماذا كانت نتيجة مطلبهم.