وهران، وخوجة الخيل: في تلك الليلة اقترب مني الآغا وأسر لي الخبر الهام الذي مفاده أن فلانا وفلانا (مع ذكر أسماء الأشخاص) قد ذهبوا إلى مركز الفرنسيين كأنصار لقضيتهم؛ يقدمون لهم تقارير كاذبة حول وضع البلاد ويطلبون منهم أن يرسلوا عن طريق البحر جزءا من جيوشهم إلى بعض الأماكن واعدين إياهم بأنخم سينضمون إليهم ويقودونهم إلى حصن الامبراطور لمخادعة الجزائريين. وأضاف الآغا قائلا: أعتقد بأن المخطط سينفذ غدا وعندما يجرون الجيش الفرنسي إلى طريق قاحل وصعب يقوم العرب بالهجوم من جهة، وأتولى الهجوم من الجهة الأخرى. وفي انتظار ذلك؛ وزعت على كل جندي عشرة خرتوشات.
لم أدر ماذا أقول عندما رأيت هذا الآغا يهذي بذه الكيفية. ومع ذلك سألته ماذا يصنع الأجناد عندما يطلقون الخرتوشات العشرة، فأجابني بأن تلك الكمية كافية لقتل نصف الجيش الفرنسي وبعد ذلك لن يكون في حاجة إلى توزيع البارود. وعندما لاحظت له بأنه كان يجب أن يحفر الخنادق لحماية الجيش والدفاع عنه أجاب بنفس الثقة: نحن نشكل الخنادق الحقيقة ومن المؤسف ألا نعرف كيف نحمي أنفسنا.
لكن، قلت له، لتكن هذه الخنادق على الأقل لتغطية المدفعية. إنها أمام مدفعية العدو ومن واجبكم حمايتها. على أثر هذه الملاحظة الأخيرة أعطى أمرا في الحين، بنشر إعلان في الجيش يطلب فيه من كل عربي غير مسلح أن يأتي للآغا قصد تزويده. ونتيجة لهذا الأمر، اجتمع عنده عدد كبير من الأجناد، وبدلا من الأسلحة أعطاهم الفؤوس لحفر الخنادق. وبالفعل لقد تم خلال تلك الليلة، حفر خندق لم يستعمل في الواقع لأي شيء.