آغا. إنها غلطة فادحة لا تغتفر، قد تكون هي الوحيدة التي يمكن أن يلام عليها حسين باشا خلال السنوات الثلاث عشرة التي دامها عهده. ولقد كان لهذه الغلطة تأثيرها الكبير خاصة وأنها وقعت في الوقت الذي كنا فيه في حرب مع فرنسا. وإن الذي ارتكبها أمير برهن على كثير من الاعتدال والعدل بحيث أننا لم نكن ننتظر منه مثل هذا العمل. وهكذا، إذن، كان إبراهيم آغا يريد محاربة الفرنسيين بدون جيش منظم ولا دخيرة حربية ولا مؤن، ولا شعير للخيل وبدون أن تكون له المقدرة الضرورية للقيام بالحرب.
وعندما وقعت هزيمة سطاولي، غادر هذا الآغا المعسكر وكله يأس كما لو أنه فقد رأسه لقد ترك كل شيء: الخيم، فرق الموسيقى، الاعلام وجيشه بأكمله. ولو أن بورمون سير جيوشه في ذلك اليوم، إلى حصن الأمبراطور لما لاقى أية صعوبة.
وبعد ذلك بيومين دعاني حسين باشا لمعرفة حقيقة الأمور فأجبته قائلا:
إن الحرب حظ مخطر، ولا يحق للقائد أن ييأس، لأن يأسه يؤدي إلى الهزيمة النكراء , والقضية الظالمة يمكن أن تصبح عادلة، إذا توفرت لها المقاومة والصمود.
عندئذ تكلمت له بكل صراحة عن سلوك صهره إبراهيم آغا المخزي، وهو ما لم يجرأ أحد على فعله قبلي، فكلفني بالذهاب إليه وتشجيعه. وإلزامه بجمع جيشه وبعدم التفكير في الماضي، وعندما وصلت إليه، لم أجد إلا بعض الجنود المشتتين هنا وهناك، وبعد بحث طويل تمكنت من العثور عليه في دار