مطبق، احتفظت بأفكار غالطة متزمتة , غير أن إحدى خاصيات عاداتهم هي تلك الروح الوطنية التي تتحلى بها كل قبيلة. ذلك أنه إذا ما تعرضت واحدة لاعتداء قبيلة مجاورة بدون أي سبب، فإن القبائل الأخرى تتبنى قضيتها حتى ولو عرفت أنها ستهلك وتبيد في تلك المعركة. وعليه، فإن الحروب بين هؤلاء السكان كثيرة، وأن هذه المناسبات هي التي تعودهم على المجازر، وفيها يكتسبون الشجاعة، وتبرز أبطالهم. وفيما بينهم، ان حق القرابة مقدس، كما أنهم يولون الأجنبي الذي ينضم إليهم برابطة الزواج تأييدا وحماية لا رجعة فيهما. أما السلم، فإنه يتم دائما بتدخل المرابط.
وعلى الرغم من عدم وجود قانون يسوون به خلافاتهم ويكبحون به جماحهم وعلى الرغم من أنهم لا يقبلون الخضوع لأي سلطان، فإن طاعتهم للمرابط، طاعة لا يمكن تفسيرها إذا أخذنا بعين الإعتبار الوصف السابق لطبائعهم. وأما الشيوخ، فإنه لا يكاد يكون لهم تأثير إذا قارناهم بالمرابط , وفي هذا الصدد ها هي نبذة عن جمعياتهم التي يبحثون فيها مصالحهم المشتركة.
ان هذه الجمعية تتكون من جميع رجال القبيلة، شبانا كانوا أم شيوخا.
ويبدأ الشيوخ بالكلام، فيقدمون مشاريعهم، ويعرضون فوائدها، وإذا لم تقبل هذه المشاريع بالإجماع، أو إذا وجد معارضون واحد، فإن ذلك المعارض يطلق صرخة من وسط الجمعية. وان هذه الصرخة التي يسمونها صرخة الإنذار، يعبرون عنها في لغتهم بكلمة (ويك)!. وبعد هذه الصرخة يقول المعارض بصوت مرتفع:(انظروا لهذا الرجل الذي يريد أن يدنس كرامتنا ويجعلنا من الأنذال!). وبانتهاء هذه العبارات يحدث الاضطراب وتتفرق الجمعية.
وان المرابطين الذين يقطنون بين القبائل يعلمون الأخلاق ويفسرونها