تجمع بها في عهد الأتراك، وذلك بقطع النظر عن كون البيانات تؤكد إلغاء تلك الضرائب. وإن أسر ابن عمر بجمع الضرائب وحده كاف للتدليل على أن وعود الفرنسيين ليست إلا كلاما فارغا، وحيلا مخزية للوصول إلى الهدف الذي يصبون إليه. لقد كان أخذ الضرائب هو عمل الجور الذي تعير به الإدارة التركية، ومع ذلك لم يكن هناك نفي ولا نهب ولا تقتيل. لقد كان الأتراك مستبدين، ولكن في درجة أقل من استبداد الفرنسيين الذين حققوا تقدما كبيرا في هذا الميدان!. ومن الواجب على الجنرال كلوزيل أن يعجب بجزء من هذا التأليف.
هناك من يؤكد بأن الحكومة الفرنسية قد أمرت بأن يعتنق المسلمون الديانة المسيحية. ويبدو أن (البريد الفرنسي) الصادر بتاريخ ٢٠ جوان قد اكتشف السر، ومع ذلك لم يصدر أي تكذيب في الجرائد الوزارية. من الممكن أن ثمة من يعتقد، في أوروبا، أن الجرائد لا تصل إلى البدو، وأن هؤلاء الأخيرين لا علم لهم بالسياسة الأوربية، وهذا خطأ لأن البدو يعرفون كل ما يجري في أوروبا، بينما لا يعرف الأوروبيين ماذا يصنع البدو في أفريقيا، ولكنهم يضخمون الوقائع. وأن معظم البرابر الموزعين في مدن الإيالة وفي مدينة الجزائر خاصة ما زالوا يحتفظون بعلاقاتهم مع أهاليهم الذين يسكنون الأرياف. وموضوع أحاديثهم بالطبع هو أحداث اليوم. وكل ما يجري في مجال السياسة.
وتتردد الأخبار من فم إلى أذن إلى أن تصل حدود الصحراء، وكما يقول الشاعر العربي: إن الوقائع تتكلم بالنسبة لمن يريد أن يخفيى سيرته).
وعندما رجع من المدية لم ينس الجنرال أن ينسب لنفسه مجد ونتائج هذه الحملة. فعزل حمدان آغا الذي لم تعد لنفوذه أية فائدة في إنجاح مثل هذه الحملات الداخلية، وأعطيت الأوامر لكي يصحب برجلين من رجال