أخرى مماثلة مما يتقبله الدايات من البلدان الأوروبية (٦) , ويمكن تقييم هذه الهدية بمبلغ مليون من الفرنكات. وبالمقابل كانت عطية الباب أكثر أهمية إذ اشتملت حتى على بعض الحراقات. هذه هي المساعدة التي تقدمها الجزائر إلى الباب، وهذا هو المقابل الذي تتلقاه بدورها من السلطان كإعانة للمحافظة على الإيالة التي تعد من جملة أملاكه.
ووفقا لأحد قوانين حكومة الأتراك -عهد ذاك - تأسست في الإيالة، هيأة يسمى رئيسها التركي بيت المالجي، يساعد هذا الرئيس قاض وموثقان وكاتبا ضبط ومسجلون.
تتولى هذه الهيأة مراقبة تركات جميع الأشخاص الذين يتوفون , والأولياء هم الذين يقدمون إليها المعلومات. ولا يمكن أن يقبر الميت إلا بأمر من رئيس هذه الهيأة التي تعين حقوق الورثة، وإذا كانوا متغيبين، فإن القاضي الخاص يقوم، صحبة أحد المسؤولين السامين، بتعيين وكيل يمثلهم، وأوصياء بالنسبة للقاصرين. وإذا كانت هناك وصية ما ينفذ محتواها بعد تسجيلها والتأكد من صحتها. عندئذ يؤذن بحمل الميت، في نعش، إلى مثواه الأخير، ويذهب الموثقان إلى محل سكناه يقيدان جميع الأشياء الموجودة فيه. وتنقل الأشياء الثمينة، التي يخشى أن تضيع، إلى مأمن حتى يجتمع الورثة أو غيرهم من ذوي الحقوق. وإذا كان الميت أجنبيا، مجهولا أو كان أهله متغيبين، فإن هذه الهيأة تمثلهم. فتبيع التركة بالمزاد العلني وتحتفظ بالقيمة كوديعة مقدسة
(٦) كانت جميع الدول الأوربية وأمريكية تدفع إتاوة سنوية للإيالة وكذلك كثيرا من الهدايا الثمينة. وذلك لتحمي أساطيلها من هجمات الجزائريين.