للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه وفي الحديث: "رب صائمٍ حظه من صيامه الجوع والعطش". فالصوم هو صوم الجوارح عن الآثام، وصوم البطن عن الشراب والطعام، فكما أن الطعام والشراب يقطعه ويفسده، فهكذا الآثام تقطع ثوابه وتفسد ثمرته، فتصيره بمنزلة من لم يصم.

وقد اختلف في وجود هذه الرائحة من الصائم، هل هي في الدنيا، أو في الآخرة وفصل النزاع في المسألة أن يقال: حيث أخبر النبي بأن ذلك الطيب يكون يوم القيامة فلأنه الوقت الذي يظهر فيه ثواب الأعمال وموجباتها من الخير والشر فيظهر للخلق طيب ذلك الخلوف على المسك كما يظهر فيه رائحة دم المكلوم في سبيله كرائحة المسك وكما تظهر فيه السرائر وتبدو على الوجوه وتصير علانية ويظهر فيه قبح رائحة الكفار وسواد وجوههم. قال عثمان بن عفان: ما عمل رجلُ عملا إلا ألبسه الله تعالى ردائه إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر.

(صحيح الوابل الصيب) (٥٤)

<<  <   >  >>