قال الله تعالى: ﴿تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون﴾
تأمل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقومون إلى صلاه الليل بِقُرّةِ الأعين في الجنة.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: رسول الله ﷺ: قال الله ﷿ أعددت لعبادي الصالحين مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، مصداق ذلك في كتاب الله "فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون" وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: رسول الله ﷺ: "لقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب"
وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقرا لأحبابه وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم وملكها بالملك الكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره وطهرها من كل عيب ونقص.
فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران، وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن، وإن سألت عن ملاطها فهو المسك الأذفر،