للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٣٠) (العبد بين مشاهدة المنة ورؤية عيب النفس)]

العبد يسير إلى الله سبحانه بين مشاهدة منته عليه ونعمه وحقوقه، وبين رؤية عيب نفسه وعمله وتفريطه وإضاعته، فهو يعلم أن ربه لو عذبه أشد العذاب لكان قد عدل فيه، وأن أقضيته كلها عدل فيه، وأن ما فيه من الخير فبمجرد فضله ومنته وصدقته عليه ولهذا كان في حديث الاستغفار "أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي"، فلا يرى نفسه إلا مقصرا مذنبا ولا يرى ربه إلا محسنا متفضلًا وقد قسم الله خلقه إلى قسمين لا ثالث لهما تائبين وظالمين فقال: ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون" وكذلك جعلهم قسمين معذبين وتائبين فمن لم يتب فهو معذب ولابد

قال تعالى ﴿ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات﴾ وأمر جميع المؤمنين من أولهم وأخرهم بالتوبة ولا يستثنى من ذلك أحد وعلق فلاحهم بها قال تعالى: "وتوبوا إلى الله جميعًا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون"

وعدد سبحانه من جملة نعمة على خير خلقه وأكرمه عليه وأطوعهم له وأخشاهم له أن تاب عليه وعلى خواص أتباعه فقال: ("لقد تاب الله على النبي و المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد

<<  <   >  >>