في رمضان كان فتح مكة الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدى للعالمين من أيدي الكفار والمشركين وهذا الفتح الذي استبشر به أهل السماء وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء، ودخل الناس به في دين الله أفواجا، وأشرق به وجه الأرض ضياءً وابتهاجا.
خرج له رسول الله ﷺ بكتائب الإسلام وجنود الرحمن سنة ثمان لعشر مضين من رمضان واستعمل على المدينة أبارهم الغفاري وقال ابن سعد بل استعمل عبد الله بن أم مكتوم
وأمر رسول الله ﷺ بالجهاز، وأمر أهله أن يجهزوه، فدخل أبو بكر على ابنته عائشة ﵂، وهي تحرك بعض جهاز رسول الله ﷺ، فقال: أي، بنية: أمركن رسول الله ﷺ بتجهيزه؟ قالت: نعم، فتجهز، قال: فأين ترينه يريد؟ قالت: لا والله ما أدري.
ثم إن رسول الله ﷺ أعلم الناس أنه سائر إلى مكة فأمرهم بالجد والتجهيز وقال: اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها.
ثم مضى رسول الله ﷺ وهو صائم، والناس صيام حتى إذا كانوا بالكديد - وهو الذي تسميه الناس اليوم قديدا - أفطر وأفطر الناس معه.