للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فيه فيعدل عنه ولا يساكنه وكل إناء فارغ إذا دخل فيه الشيئ ضاق به وكلما أفرغت فيه الشيئ ضاق إلا القلب اللين فكلما أفرغ فيه الإيمان والعلم اتسع وانفسح وهذا من آيات قدرة الرب تعالى وفي الترمذي وغيره عن النبي : (إذا دخل النور القلب انفسح و انشرح، قالوا: فما علامة ذلك يا رسول الله؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله) فشرح الصدر من أعظم أسباب الهدى وتضييقه من أسباب الضلال كما أن شرحه من أجل النعم وتضييقه من أعظم النقم.

فالمؤمن منشرح الصدر منفسحه في هذه الدار على ما ناله من مكروهها وإذا قوى الإيمان وخالطت بشاشته القلوب كان على مكارهها أشرح صدراً منه على شهواتها ومحابها فإذا فارقها كان انفساح روحه والشرح الحاصل له بفراقها أعظم بكثير كحال من خرج من سجن ضيق إلى فضاء واسع موافق له فإنها سجن المؤمن.

(شفاء العليل) (٤٣٩)

<<  <   >  >>