خامسها: أنه أبلغ في جمعية القلب على الله تعالى في الدعاء فإن رفع الصوت يفرقه ويشوشه.
"سادسها" - وهو من النكت السرية البديعة جداً - أنه دال على قرب صاحبه من الله وأنه لاقترابه منه وشده حضوره يسأله مسألة أقرب شيء إليه فيساله مسألة مناجاة القريب للقريب لا مسألة نداء البعيد للبعيد
سابعها- أنه أدعى إلى دوام الطلب والسؤال فإن اللسان لا يمل والجوارح لا تتعب بخلاف ما إذا رفع صوته فإنه قد يكل لسانه وتضعف بعض قواه. وهذا نظير من يقرأ ويكرر رافعاً صوته فإنه لا يطول له ذلك بخلاف من يخفض صوته.
ثامنها - أن إخفاء الدعاء أبعد له من القواطع والمشوشات والمضعفات فإن الداعي إذا أخفى دعاءه لم يدر به أحد فلا يحصل هناك تشويش ولا غيره والدعاء ذكر للمدعو سبحانه متضمن للطلب منه والثناء عليه فالذاكر متعرض للنوال وإن لم يكن مصرحًا بالسؤال فهو داع بما تضمنه ثنائه من التعرض والمقصود أن كل واحد من الدعاء والذكر يتضمن الآخر ويدخل فيه