للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مر بنا جنازة فقام لها النبى صلى اللَّه عليه وسلم وتمنا به فقلنا يا رسول اللَّه إنها جنازة يهودى قال: إذا رأيتم الجنازة فقوموا, كما روى البخارى ومسلم فى صحيحيهما واللفظ للبخارى من طريق عبد الرحمن بن أبى ليلى قال: كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية فمروا عليهما بجنازة فقاما فقيل لهما: إنها من أهل الأرض أى من أهل الذمة فقالا: إن النبى صلى اللَّه عليه وسلم مرت به جنازة فقام فقيل له: إنها جنازة يهودى فقال: أليست نفسا، وقد أشار حديث الباب إلى أن من قام للجنازة إذا شيعها ومشى معها فلا يجلس حتى توضع أما إذا لم يشيعها فإن له أن يجلس بعد أن تخلفه. وقد روى البخارى ومسلم من حديث عامر ابن ربيعة رضى اللَّه عنه عن النبى صلى اللَّه عليه وسلم قال: إذا رأيتم الجنازة فقوموا حتى تخلفكم، وفى لفظ: حتى تخلفكم أو توضع وفى لفظ للبخارى ومسلم واللفظ للبخارى من حديث عامر ابن ربيعة رضى اللَّه عنه عن النبى صلى اللَّه عليه وسلم قال: إذا رأى أحدكم جنازة فإن لم يكن ماشيا معها فليقم حتى يخلفها أو تخلفه أو توضع من قبل أن تخلفه، وقد روى مسلم فى صحيحه من حديث على بن أبى طالب رضى اللَّه عنه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قام للجنازة ثم قعد، وهو يحتمل أنه قعد بعد أن تجاوزته لأنه لم يشيعها ومن قام للجنازة ولم يشيعها فله أن يجلس إذا تجاوزته، ويحتمل أنه قعد لبيان أن الأمر على الاستحباب لا الإيجاب ويحتمل أنه قعد لنسخ الأمر بالقيام وهذا الاحتمال الأخير بعيد لأنه لا يصار إلى النسخ ما دام يمكن العمل بالدليلين.

<<  <  ج: ص:  >  >>