للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أريد أن أخالفهم. ورواه النسائى، والبيهقى، وابن حبان، وروى الترمذى من حديث عائشة رضى اللَّه عنها قالت: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصوم من الشهر: السبت، والأحد، والاثنين، ومن الشهر الآخر: الثلاثاء، والأربعاء، والخميس. "تنبيه" قد أعل حديث الصماء بالمعارضة المذكورة، وأعل أيضا باضطراب، فقيل: هكذا، وقيل: عن عبد اللَّه بن بسر وليس فيه عن أخته الصماء، وهذه رواية ابن حبان، وليست بعلة قادحة، فإنه أيضا صحابى، وقيل: عنه عن أبيه بسر، وقيل: عنه عن الصماء عن عائشة قال النسائى: هذا حديث مضطرب، قلت: ويحتمل أن يكون عند عبد اللَّه عن أبيه وعن أخته وعند أخته بواسطة، وهذه طريقة من صححه، ورجح عبد الحق الرواية الأولى، وتبع فى ذلك الدارقطنى، لكن هذا التلون فى الحديث الواحد بالإسناد الواحد، مع اتحاد المخرج، يوهن راويه، وينبئ بقلة ضبطه، إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث، فلا يكون ذلك دالا على قلة ضبطه، وليس الأمر هنا كذا. بل اختلف فيه أيضا على الراوى عن عبد اللَّه بن بسر أيضا، وادعى أبو داود أن هذا منسوخ، ولا يتبين وجه النسخ فيه. قلت: يمكن أن يكون أخذه من كونه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يحب موافقة أهل الكتاب فى أول الأمر، ثم فى آخر أمره قال: خالفوهم، فالنهى عن صوم يوم السبت يوافق الحالة الأولى، وصيامه إياه يوافق الحالة الثانية، وهذه صورة

<<  <  ج: ص:  >  >>