للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس يرمونها من فوقها فقال: هذا والذى لا إله غيره مقام الذى أنزلت عليه سورة البقرة. وفى لفظ لمسلم من حديث عبد الرحمن بن يزيد أنه حج مع عبد اللَّه قال: فرمى الجمرة بسبع حصيات. وجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه وقال: هذا مقام الذى أنزلت عليه سورة البقرة. وفى لفظ لمسلم من حديث عبد الرحمن ابن يزيد قال: قيل لعبد اللَّه إن ناسا يرمون الجمرة من فوق العقبة قال: فرماها عبد اللَّه من بطن الوادى ثم قال: من ههنا والذى لا إله غيره رماها الذى أنزلت عليه سورة البقرة. قال الحافظ فى الفتح: قال ابن المنير: خص عبد اللَّه سورة البقرة بالذكر لأنها التى ذكر اللَّه فيها الرمى فأشار إلى أن فعله -صلى اللَّه عليه وسلم- مبين لمراد كتاب اللَّه تعالى، قلت: ولم أعرف موضع ذكر الرمى من سورة البقرة والظاهر أنه أراد أن يقول: إن كثيرا من أفعال الحج مذكور فيها فكأنه قال: هذا مقام الذى أنزلت عليه أحكام المناسك منبها بذلك على أن أفعال الحج توقيفية. وقيل: خص البقرة بذلك لطولها وعظم قدرها وكثرة ما فيها من الأحكام، أو أشار بذلك إلى أنه يشرع الوقوف عندها بقدر سورة البقرة. واللَّه أعلم اهـ وقول الحافظ رحمه اللَّه: ولم أعرف موضع ذكر الرمى من سورة البقرة إرشاد إلى وقوفه عند منتهى علمه رحمه اللَّه وأعلى درجته. وإلا فإن ما قاله ابن المنير رحمه اللَّه من ذكر الرمى فى سورة البقرة واضح وهو قوله عز وجل {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>