يا رسول اللَّه إنهم يجعلون أيديهم فيه. قال:"اسقنى" فشرب منه ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها فقال: اعملوا فإنكم على عمل صالح" ثم قال: "لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذه" يعنى عاتقه وأشار إلى عاتقه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقد سقتُ فى بحث الحديث الأول من هذا الباب لفظ حديث جابر عند مسلم: ثم ركب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر فأتى بنى عبد المطلب يسقون على زمزم فقال: "انزعوا بنى عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه" وقد أخرج مسلم من طريق بكر بن عبد اللَّه المزنى قال: كنت جالسا مع ابن عباس عند الكعبة فأتاه أعرابى فقال: ما لى أرى بنى عمكم يسقون العسل واللبن وأنتم تسقون النبيذ أمِنْ حاجة بكم أم من بخل؟ فقال ابن عباس: الحمد للَّه ما بنا من حاجة ولا بخل، قدم النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- على راحلته وخلفه أسامة فاستسقى فأتيناه بإناء من نبيذ فشرب وسقى فضله أسامة وقال: "أحسنتم وأجملتم، كذا فاصنعوا" فلا نريد تغيير ما أمر به رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. هذا وقد قال البخارى: وقال أبو الزبير عن عائشة وابن عباس رضى اللَّه عنهم أخر النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- الزيارة إلى الليل قال الحافظ فى الفتح: وصله أبو داود والترمذى وأحمد من طريق سفيان وهو الثورى عن أبى الزبير به اهـ وهو يشعر بأنه لا بأس بالنزول إلى مكة والطواف فى ليالى أيام التشريق على أن