بها إلى غيرها إذ أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يخرج من الدنيا إلا وقد رسم للناس سبيل سعادتهم وطريق راحتهم وأمنهم ولم يترك صغيرا أو كبيرا من الخير إلا دل الإِنسانية عليه وأمرها به ولم يترك صغيرة أو كبيرة من الشر إلا حذر الإنسانية منه ونهاها عنه وكما أخبر بعض أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- علمهم كل شئ يحتاجون إليه فى مسيرتهم الدنيوية والأخروية. لقد علمهم كيف يأكلون وماذا يأكلون وماذا يمتنعون عنه من المآكل، وعلمهم كيف يشربون وماذا يشربون وماذا يمتنعون عنة من المشارب. وعلم الإِنسان كل حق عليه ليؤدى لكل ذى حق حقه. علّم الإِنسان كيف ينام وماذا يقول عند النوم وماذا يفعل أو يقول عند ما يستيقظ من النوم وكيف يركب دابته أو ركوبته وماذا يقول عند ركوبها؟ وكيف يمشى فى الطريق وماذا عليه من حق الطريق وماذا يقول إذا لقى إنسانا، كما علمه حق اللَّه تبارك وتعالى عليه وحق أنبيائه ورسله وحق والديه وحق نفسه وحق ذوى رحمه وحق جيرانه من أى لون ومن أى جنس ومن أى مذهب، وحق أصدقائه، وحق أمواله، وحق مماليكه وحق مواشيه وبهائمه، وحق جميع من يعول، لقد علم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الإنسانية كل شئ حتى كيف يدخل الإِنسان محل غائطه أو بوله وكيف يجلس عند قضاء حاجته من البول أو الغائط وأين يكون اتجاهه عند ذلك، يطبق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى ذلك كتاب اللَّه، ويبين للناس