ما أنزل إليهم من عند اللَّه، إما بنص صريح، أو بقاعدة كلية تندرج تحتها من الجزئيات ما يجدُّ للناس فى كل زمان أو مكان فتشريع الإسلام يغنى عما سواه، لأنه تنزيل من الخالق العليم الخبير الحكيم، الذى يعلم ما يُصْلِح عباده وينفع خلقه، ولذلك كانت الأنظمة والقوانين التى يضعها الناس لأنفسهم لا تغنيهم وكانت دائما محتاجة للتعديل أو التبديل بقطع النظر عن ألوان واضعيها وثقافتهم إذ أن الإِنسان خاضع لبيئته وثقافته رغم أنفه، ولذلك لم يترك اللَّه تبارك وتعالى الناس يضعون لأنفسهم شرائع بل أنزل كتبه وأرسل رسله وبعث أنبياءه وفرض على أهل العلم ألّا يكتموه وألزمهم ببيانه وشرحه ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة، وإن اللَّه سميع عليم، وإن شرعة الحج قد اشتلمت على منافع عظيمة وفوائد جليلة فى نواح شتى: اقتصادية واجتماعية وأخلاقية وتعبدية وعلمية، وصحية، مما لا يحصيه إلا اللَّه، ولذلك أجمل الرب تبارك وتعالى هذه المنافع حيث قال: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}.