فقد أوضحت فى حديث سابق أن الأعمال التى يتحلل بها الحاج بعد نزوله من مزدلفة ثلاثة، من عمل اثنين منها حل التحلل الأول الذى يبيح له لبس الملابس المخيطة أى المحيطة والطيب وغيره من الأمور التى كانت محرمة عليه بالإحرام إلا النساء فإذا عمل الثالث حل له كلُّ شئ حتى النساء وهذه الأفعال الثلاثة هى رمى جمرة العقبة والحلق أو التقصر والطواف بالبيت العتيق ثم السعى لمن عليه سعى. أما نحر الهدى ممن عليه هدى فلا دخل له بالتحلل. والسنة ترتيب الأفعال الأربعة يوم العيد وهى رمى جمرة العقبة ونحر الهدى والحلق أو التقصير والطواف بالبيت ثم السعى لمن عليه سعى فيبدأ الحاج برمى جمرة العقبة ثم يذبح هديه إن كان متمتعا أو قارنا ثم يحلق رأسه أى يُقَصِّرُه ثم يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعا. أو كان قارنا أى مفردا ولم يسع بعد طواف القدوم فلو قدَّم الحاج واحدا من هذه الأربعة على الآخر ولم يعملها على هذا الترتيب فلا حرج لما روى البخارى ومسلم فى صحيحيهما من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضى اللَّه عنهما أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقف فى حجة الوداع بمنى للناس يسألونه فجاءه رجل فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح: فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اذبح ولا حرج" فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمى فقال: "ارم ولا حرج" فما سئل النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- عن شئ قُدِّم ولا أخِّر