للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعلا صاحبى ضربا بالدّرة: أقتلتَ فى الحرم وسفهت الحكم" ثم أقبل علىَّ، فقلتُ يا أمير المؤمنين: لا أُحِلَّ لك اليوم شيئا يحرم عليك منى: فقال: يا قبيصة ابن جابر: إنى أراك شاب السن، فسيح الصدر، بَيِّن اللسان، وإن الشاب يكون فيه تسعة أخلاق حسنة وخُلقُ سئ فَيُفسِدُ الخُلُقُ السئُ الأخلاق الحسنة، فإياك وعثرات الشباب" وكما لا يجوز للمحرمين أو المحلين أن ينفروا صيد الحرم فإنه لا يحل لهم أيضا أن يقطعوا شجر الحرم فليحترس الحاج وهو فى مزدلفة أو منى أو مكة أن يقطع الشجر فإن هذه كلَّها من أرض الحرم التى نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يقطع شجرها فقد روى البخارى ومسلم فى صحيحيهما من حديث عبد اللَّه بن عباس رضى اللَّه عنهما أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال يوم الفتح فتح مكة: "لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا" وقال يوم فتح مكة: "إن هذا البلد حرمه اللَّه يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة اللَّه إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلى، ولم يحل لى إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة اللَّه إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا يُنَفَّر صيدُه ولا يَلْتَقِطُ لُقْطَتَهُ إلا من عرفها، ولا يختلى خلاها" (أى لا يقطع حشيشها) فقال العباس يا رسول اللَّه إلا الإِذخر فإنه لقيْنِهم ولبيوتهم فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إلا الإِذخر" وهو الحشيش الأخضر وفى رواية لأبى هريرة رضى اللَّه عنه: "لا يُعضَدُ شجرها ولا يلتقط ساقطتها إلا منشد" وفى رواية

<<  <  ج: ص:  >  >>