أنه سمع أبا هريرة يقول:"لا سمراء" تمر ليس ببر. فهذه الروايات تبين أن المراد بالطعام التمر اهـ هذا وقد تحرف عوف عن ابن سيرين وخلاس بن عمرو فى نسخ الفتح بعون عن ابن سيرين وخلاس بن عمرو، مع أن سند الإمام أحمد فى مسنده قال: حدثنا عبد الواحد عن عوف عن خلاس بن عمرو ومحمد بن سيرين عن أبى هريرة. وعوف هو ابن أبى جميلة الهجرى المعروف بالأعرابى وقد رواه بلفظ التمر أيضا ثابت بن عياض من حديث أبى هريرة عند البخارى كذلك، كما رواه بلفظ التمر أيضا همام بن منبه عن أبى هريرة عند مسلم، ولذلك كله قال البخارى: والتمر أكثر. وظاهر الحديث يوجب رد صاع من تمر مع الشاة المصراة إذا حلبها المشترى وأراد ردها بعيب التصرية، لا فرق فى ذلك بين أن يكون اللبن الذى احتلب قليلا أو كثيرا، ولا بين أن يكون التمر قوت ذلك البلد أم لا؟ ولذلك أوجب الصاع فى الناقة المصراة كما أوجبه فى رد الشاة المصراة، وقد حاول بعض الناس أن يطعن فى هذا الحديث الصحيح المتفق عليه متعللا بدعاوى فاسدة منها أن الحديث مضطرب ومنها أن أبا هريرة لم يكن فى الفقه كعبد اللَّه بن مسعود فلا يقدم ما يرويه على القياس. ودعوى الاضطراب بأنه روى مرة بلفظ التمر ومرة بلفظ الطعام ومرة بلفظ الصاع ومرة بلفظ الإناء ومرة بلفظ الثلاث ومرة بغيرها وقد تقدم بيان ذلك وأنه لا اضطراب، ودعوى رده لأنه من رواية أبى هريرة ولم يكن فى الفقه كعبد اللَّه بن مسعود فهى مردودة كذلك لأن عبد اللَّه بن مسعود أفتى بمثل ما رواه أبو هريرة رضى اللَّه عنه، وقد رواه عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جملة من الصحابة رضى اللَّه عنهم