كلهم أعله بجهالة حال زيد أو عياش، والجواب أن الدارقطنى قال: إنه ثقة ثبت، وقال المنذرى: قد روى عنه اثنان ثقتان، وقد اعتمده مالك مع شدة نقده، وصححه الترمذى والحاكم قال: ولا أعلم أحدا طعن فيه، وجزم الطحاوى بوهم من زعم أنه هو أبو عياش الزرقى زيد بن الصلت، وقيل: زيد بن النعمان الصحابى المشهور، وصحح أنه غيره وهو كما قال. (فائدة) روى أبو داود. والطحاوى، والحاكم من طريق يحيى بن أبى كثير عن عبد اللَّه بن يزيد عن زيد أبى عياش عن سعد أن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- نهى عن بيع الرطب بالتمر نسيئة. قال الطحاوى: هذا هو أصل الحديث فيه ذكر النسيئة، ورد ذلك الدارقطنى وقال: خالف يحيى مالكا، وإسماعيل بن أمية والضحاك بن عثمان، وأسامة بن زيد، فلم يذكروا النسيئة، قال البيهقى: وقد روى عمران بن أبى أنس عن زيد أبى عياش بدون الزيادة أيضا. (تنبيه) قال فى الغريبين البيضاء حب بين الحنطة والشعير وفى الصحاح: إنه ضرب من الشعير ليس له قشر اهـ هذا وقد قال الخطابى: البيضاء نوع من البر أبيض اللون فيه رخاوة يكون بمصر. والسلت أدق حبا منه اهـ هذا وسند هذا الحديث فى الموطأ: مالك عن عبد اللَّه بن يزيد أن زيدا أبا عياش أخبره أنه سأل سعد بن أبى وقاص عن البيضاء بالسلت فقال له سعد: أيتهما أفضل فقال: البيضاء فنهاه عن ذلك، وقال سعد: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يسأل عن اشتراء التمر بالرطب فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أينقص الرطب إذا يبس؟ " فقالوا نعم، فنهى عن ذلك اهـ هذا والثابت أن مالكا كان من تلاميذ داود بن الحصين وعبد اللَّه بن يزيد