للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أقوام قالوا كذا وكذا. لكنى أصلى وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتى فليس منى" وهذا الحديث قاعدة من أمهات قواعد الإِسلام التى قررت أن الإِسلام هو دين الفطرة، ودين الحياة الطيبة، وأن مبناه اليسر، وترك التنطع، وأن لا رهبانية فى الإسلام وأنه لن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، وقد ذكر اللَّه تبارك وتعالى هذه المعانى السامية فى آيات كثيرة حيث يقول: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} ويقول: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ} ويقول: {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} ويقول: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} قال البخارى فى صحيحه: باب الدين يسر وقول النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أحب الدين إلى اللَّه الحنيفية السمحة" ثم ساق من حديث أبى هريرة رضى اللَّه عنه عن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن الدين يسر ولن يُشَادَّ الدِّينَ أحدٌ إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشئ من الدُّلْجَة" كما روى البخارى ومسلم من حديث عائشة رضى اللَّه عنها أن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- دخل عليها وعندها امرأة، قال "من هذه؟ " قالت: فلانة تذكر من صلاتها، قال: "مَهْ، عليكم بما تطقون، فواللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حتى تَمَلُّوا" وكان أحبَّ الدِّين إليه ما داوم عليه صاحبه" اهـ حتى الموعظة والإرشاد والتذكير كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يتخولهم بها مخافة السآمة عليهم. قال البخارى: باب ما كان النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- يتخولهم بالموعظة والعلم كى لا ينفروا. وساق هو

<<  <  ج: ص:  >  >>