الصَّادِقِين} وليس قوله: فأنزل اللَّه الآيات أن هذا سبب نزولها بل نزلت هذه الآيات فى قصة هلال ابن أمية وزوجته وكانت قريبة الوقت من هذه القصة.
فتلاهن عليه: أى قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الآيات التى أنزلت من سورة النور فى اللعان على الرجل الذى قذف زوجته.
ووعظه وذكَّره: أى نصحه وخوفه من عقوبة اللَّه إن كان كاذبا.
وأخبره أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة: أى وأعلمه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه إن رجع عن هذا القذف وضُرِبَ حَدَّ القذف أيسر من أن يستمر على قذفه لزوجته إن كان كاذبا لأن عقاب اللَّه فى الآخرة للكاذبين أشد من عقوبة الدنيا فإذا رجع وأقر بكذبه ضرب جد القذف فإن من ابتلى بشئ من المعاصى ثم أخذ به فى الدنيا كان كفارة له.
لا والذى بعثك بالحق ما كذبت عليها: أى لا أكذب فيما أقول واللَّه الذى بعثك بالحق ما افتريت عليها وما تكلمت إلا بما رأيت وعلمت وإنى لصادق.
ثم دعاها فوعظها كذلك: أى طلب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن تحضر المرأة فحضرت ووعظها ونصحها أن لا تشهد باللَّه كاذبة لأنها إن شهدت باللَّه أربع شهادات وهى كاذبة واستجلبت غضب اللَّه عليها، كانت أهلا لعقوبة اللَّه فى الآخرة فلو لم تدرأ العذاب