وجوب طعام المملوك وكسوته -وكذلك سائر المؤن التى يحتاج إليها- مما أجمع عليه علماء الإسلام. وقد ورد الأمر بإطعام المملوك وكسوته وعدم تكليفه بما لا يطيق فقد روى مسلم فى صحيحه من طريق الأعمش عن المعرور ابن سويد قال: مررنا بأبى ذر بالربذة، وعليه بُرْدٌ وعلى غلامه مثله فقلنا: يا أبا ذر لو جَمَعْتَ بينهما كانت حُلَّةً، فقال: إنه كان بينى وبين رجل من إخوانى كلام، وكانت أمه أعجمية، فَعَيَّرَتُهُ بأمه، فشكانى إلى النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- فلقيتُ النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال:"يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية" قلت: يا رسول اللَّه من سَبَّ الرجالَ سَبُّوا أباه وأمه، قال:"يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية، هم إخوانكم جعلهم اللَّه تحت أيديكم، فأطعموهم مما تأكلون، وأَلْبِسُوهُم مما تَلْبَسُون، ولا تُكَلِّفُوهُم ما يَغْلِبُهُم، فإن كَلَّفْتُمُوهُم فأعينوهم" وفى لفظ، قال أبو ذر بعد قوله:"إنك امرؤ فيك جاهلية" قال: قلت: على حال ساعتى من الكِبَرِ؟ قال:"نعم" وفى لفظ قال: "نعم على حال ساعتك من الكِبر" وفى لفظ لمسلم من طريق واصل الأحدب عن المعرور بن سويد قال: رأيت أبا ذر وعليه حُلَّةٌ وعلى غلامه مثلها، فسألته عن ذلك قال: فذكر أنه سَابَّ رجلا على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فَعَيَّرَهُ بأمه، قال: فأتى الرجل النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم وخَوَلُكُم جعلهم اللَّه تحت أيديكم، فمن كان