قال: لا. ولكن جئتَ بالحديث على وجهه، واللَّه لا يزال هذا الجُنْدُ بخير ما عاش هذا الشيخ بين أظْهُرِهِمْ. قلت: وقد كان فى هذا سنةٌ من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. دخل عليه نفر من الأنصار فتحدثوا عنده، فخرج رجل منهم بين أيديهم فَقُتِلَ، فخرجوا بعده، فإذا هم بصاحبهم يَتَشَحَّطُ فى الدم. فرجعوا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقالوا: يا رسول اللَّه، صَاحِبُنَا كان تَحَدَّثَ معنا، فخرج بين أيدينا، فإذا نحن به يتشحط فى الدم، فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال:"بمن تظنون أو تَرَوْنَ قَتَلَهُ" قالوا: نَرَى أن اليهود قَتَلَتْهُ. فأرسل إلى اليهود فدعاهم، فقال:"آنتم قتلتم هذا؟ " قالوا: لا. قال: أتَرْضَوْنَ نَفْلَ خمسين من اليهود ما قتلوه؟ فقالوا: مَا يُبَالُون أن يقتلونا أجمعين، ثم يَنْتَفِلُونَ. قال:"أفتستحقون الدية بأيمان خمسين منكم؟ " قالوا: ما كنا لِنَحْلِفَ. فوداه من عنده. قلت: وقد كانت هذيل خَلَعُوا خليعا لهم فى الجاهلية، فَطَرَقَ أهْلَ بيت من اليمن بالبطحاء، فانتبه له رجل منهم، فحذفه بالسيف فقتله، فجاءت هذيل، فأخذوا اليمانى فرفعوه إلى عمر بالموسم، وقالوا: قتل صاحبنا، فقال: إنهم قد خلعوه، فقال: يقسم خمسون من هذيل ما خلعوه، قال: فأقسم منهم تسعة وأربعون رجلا وقدم رجل منهم من الشام فسألوه أن يُقسِمَ، فافتدى يمينه منهم بألف درهم، فأدخلوا مكانه رجلا آخر فدفعه إلى أخى المقتول، فقرنت يده بيده، قالوا: فانطلقنا والخمسون الذين أقسموا. حتى