إذا كانوا بنخلة أخذتهم السماء، فدخلوا فى غار فى الجبل، فانهجم الغار على الخمسين الذين أقسموا فماتوا جميعا، وأفلت القرينان، واتَّبَعَهمَا حجر فكسر رجل أخى المقتول فعاش حولا ثم مات، قلتُ وقد كان عبد الملك بن مروان أقاد رجلا بالقسامة ثم ندم بعد ما صنع فأمر بالخمسين الذين أقسموا فمسحوا من الديوان، وسَيَّرَهُمْ إلى الشام. وقد أخرجه فى الأدب فى باب إكرام الكبير من طريق بشير بن يسار عن رافع بن خديج وسهل بن أبى حثمة وفيه: أتستحقون قتيلكم أو قال صاحبكم بأيمان خمسين منكم. وقد أخرج مسلم هذا الحديث بعدة ألفاظ فأخرجه من طريق الليث عن يحيى (وهو ابن سعيد) عن بُشَيْر بن يسار عن سهل بن أبى حثمة (قال يحيى: وحسبت قال: ) وعن رافع بن خديج أنهما قالا: خرج عبد اللَّه بن سهل بن زيد ومحيصة بن مسعود بن زيد حتى إذا كانا بخيبر تفرقا فى بعض ما هنالك ثم إذا محيصة يجد عبد اللَّه بن سهل قتيلا فدفنه، ثم أقبل إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم هو وحويصة بن مسعود وعبد الرحمن بن سهل وكان أصغر القوم، فذهب عبد الرحمن ليتكلم قبل صاحبيه، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: كَبِّرْ (الكُبْرَ فى السنِّ) فَصَمَتَ فتكلم صاحباه، وتكلم معهما، فذكروا لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مقتل عبد اللَّه بن سهل، فقال لهم:"أتحلفون خمسين يمينا فتستحقون صاحبكم (أو قاتلكم)؟ " قالوا: كيف نحلف ولم نشهد؟ قال:"فتبْرِئُكُمْ يهود بخمسين يمينا" قالوا: وكيف نقبل أيمان قوم كفار؟ فلما رأى ذلك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أعطى عقله. ثم أخرجه من طريق حماد بن زيد