للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حين تواثقنا على الإِسلام، وما أُحِبُّ أنَّ لى بها مَشْهَدَ بدر، وإن كانت بدر أَذْكَرَ فى الناس منها. كان من خبرى أنى لم أكن قَطُّ أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه فى تلك الغزاةِ، واللَّه ما اجْتَمَعَتْ عندى قبله راحلتان قط حتى جمعتهما فى تلك الغزوة ولم يكن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يريد غزوة إلا ورَّى بغيرها. وساق البخارى الحديث بتمامه. أما مسلم رحمه اللَّه فقد أورده ضمن أحاديث التوبة من طريق محمد بن عبد اللَّه بن مسلم بن أخى الزهرى عن عمه محمد بن مسلم الزهرى أخبرنى عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك أن عبيد اللَّه بن كعب بن مالك وكان قائد كعب حين عمى قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى غزوة تبوك وساق الحديث وزاد فيه على يونس: فكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قلما يريد غزوة إلا ورَّى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة اهـ وكان مسلم قد أورد قبل هذا الحديث حديث تخلف كعب عن غزوة تبوك وتوبة اللَّه عليه مطولا من طريق يونس عن ابن شهاب بهذا الإِسناد، ولم يذكر فيه حديث الباب.

[ما يفيده الحديث]

١ - حرص رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على مباغتة المشركين حتى تَقِلَّ خسائرهم فى الأرواح رجاء هداية اللَّه لهم.

٢ - جواز الهجوم على العدو قبل دعوتهم عند الحرب ما دامت قد بلغتهم قبل ذلك دعوة الإسلام.

٣ - الرد على من زعم أن القتال فى الإِسلام هو للدفاع فقط.

٤ - حسن التخطط للحرب قبل إعلانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>