للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، قال: أأنت أبو جهل قال: فأخذ بلحيته قال: وهل فوق رجل قتلتموه؟ . ولا معارضة بين قوله فى رواية الشيخين الأولى (والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء) وبين رواية أنس: قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، وبين محادثة أبى جهل مع ابن مسعود رضى اللَّه عنه وبين ما روى من أن ابن مسعود رضى اللَّه عنه أدركه وبه رمق وأنه أتاه من ورائه فتناول قائم سيف أبى جهل فاستله ورفع بيضة أبى جهل عن قفاه فضربه فوقع رأسه بين يديه وبين قوله صلى اللَّه عليه وسلم كلاكما قتله، وقد جاء فى الصحيح ما يدل على أن معاذا ومعوِّذا ابنى عفراء شهدا بدرا، أقول: لا معاوضة فى ذلك كله، فكل واحد من هؤلاء كان له بعض الأثر فى قتل أبى جهل لعنة اللَّه عليه وكان أكثرهم أثرا هو معاذ بن عمرو ابن الجموح ولذلك أعطى سلبه وأما معوذ بن عفراء، فقد قاتل حتى استشهد فى المعركة ولذلك لم يحضر إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سوى معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء. وأما قوله: حتى برد وفى حديث ابن مسعود: أدركه وبه رمق فإن قوله برد معناه فتر وخدر وسكن ولا ينافى أن تكون به بقية من حياة وبها خاطب ابن مسعود رضى اللَّه عنه. وعفراء ليست أم معاذ بن عمرو بن الجموح وإنما ولداها هما معاذ ومعوذ وهما ابنا الحارث واشتهرا بابنى عفراء. وقال بعض أهل العلم: إنما أطلق على معاذ بن عمرو بن الجموح اسم ابن عفراء تغليبا، واللَّه أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>