للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استرجاعه لأنه عدو فأبعده اللَّه عنا كفانا شره.

ومن جاءنا منهم: أى ومن أسلم من المشركين وجاء إلينا مهاجرا ورددناه على المشركين فإن اللَّه سينجيه من شرهم ويخلصه من أذاهم ويجعل له سعة ويسرا.

[البحث]

تقدم الكلام على أصل هذا الحديث الذى فى البخارى فى بحث الحديث السادس والعشرين من أحاديث باب صفة الحج ودخول مكة وقد سقت الحديث بتمامه هناك وشرحت بعض ألفاظه أما حديث أبى داود الذى ذكره المصنف هنا فلفظه فى سنن أبى داود: حدثنا محمد ابن العلاء ثنا ابن إدريس قال سمعت محمد بن إسحاق عن الزهرى عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم أنهم اصطلحوا على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيهن الناس، وعلى أن بيننا عيبة مكفوفة وأنه لا إسلال ولا إغلال اهـ وقوله فى هذا الحديث: (وعلى أن بيننا عيبة مكفوفة) قال فى القاموس: وعيبة مكفوفة مُشَرَّجَة مشدودة وفى الحديث: "وإن بينهم عيبة مكفوفة" مَثَّلَ بها الذمة المحفوظة التى لا تُنْكَثُ أو معناه أن الشر يكون مكفوفا بينهم كما تُكَفُّ العيابُ إذا أُشْرِجَتْ على ما فيها من المتاع، كذلك الذُّحُولُ التى كانت بينهم قد اصطلحوا على أن لا ينشروها بل يَتَكَافّونَ عنها كأنهما جعلوها فى وِعَاءٍ وَأَشْرَجُوا عليها اهـ والتشريج الخياطة المتباعدة وشَدُّ الخريطة. والإِسلال فى الأصل السرقة الخفية والمراد بها الخيانة, والإِغلال الخيانة أيضا. أما بعض هذا الحديث الذى أخرجه مسلم من طريق أنس

<<  <  ج: ص:  >  >>