إلا بتوبة بخلاف سائر المعاصى التى دون الشرك كما هو صريح الآية أما قسم اللَّه تعالى بمصنوعاته ومخلوقاته للدلالة والتنبيه على عظيم قدرته وجليل نعمته وعظمته فليس من هذا القبيل لأنَّ اللَّه تعالى له أن يقسم بما شاء ولا يدخل فى شئ من القياس مع خلقه تبارك وتعالى وأما ما جاء فى بعض ألفاظ الحديث:"أفلح وأبيه إن صدق" فقد قال ابن عبد البر: هذه اللفظة غير محفوظة من وجه صحيح فقد رواه مالك وغيره من الحفاظ فلم يقولوها فيه اهـ يعنى لم يذكروا لفظة "وأبيه" وإنما لفظه "أفلح إن صدق" وفى رواية "أفلح واللَّه إن صدق" قال الحافظ فى الفتح فى كتاب الأيمان: وأما ما وقع مما يخالف ذلك كقوله -صلى اللَّه عليه وسلم- للأعرابى:"أفلح وأبيه إن صدق" فقد تقدم فى أوائل هذا الشرح فى باب الزكاة من الإسلام فى كتاب الإيمان الجواب عن ذلك وأن فيهم من طعن فى صحة هذه اللفظة قال ابن عبد البر: هذه اللفظة غير محفوظة وقد جاءت عن راويها وهو إسماعيل بن جعفر بلفظ "أفلح واللَّه إن صدق" قال: وهذا أولى من رواية من روى عنه بلفظ "أفلح وأبيه" لأنَّها لفظة منكرة تردها الآثار الصحاح ولم يقع فى رواية مالك أصلا أهـ.
هذا وتمام حديث ابن عمر المتفق عليه: قال: قال عمر: فواللَّه ما حلفت بها منذ سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نهى عنها ذاكرا ولا آثرا" يعنى لا أحلف ولا أنقل عن غيرى أنه حلف بها. هذا وفى لفظ لمسلم من حديث عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تحلفوا بالطواغى ولا بآبائكم".