للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فمن كان حالفا: أى فمن كان راغبا فى أن يحلف على شئ.

فليحلف باللَّه: أى فليقتصر على الحلف باللَّه وحده.

أو ليصمت: أى أو ليسكت عن الحلف فلا يحلف.

ولا بالأنداد: أى ولا تحلفوا بالأصنام والأوثان جمع نِدَّ وهو ما يتخذه المشركون شريكًا ومثيلا تعالى اللَّه عن الشريك والمثيل والنظير علوا كبيرا.

ولا تحلفوا إلا باللَّه: أى ولا تحلفوا إلا بذات اللَّه المقدسة أو باسم من أسمائه الحسنى أو بصفة من صفاته العُلى فهى التى يشرع للمسلم أن يحلف بها.

ولا تحلفوا باللَّه إلا وأنتم صادقون: أى ولا تحلفوا باللَّه كاذبين.

[البحث]

حذرت الشريعة الإِسلامية أشد التحذير من الشرك ووسائله، والشرك نوعان شرك أكبر وهو الذى يُخرج من الملة، ومن مات عليه خلد فى النار، وشرك أصغر وهو لا يخرج من الملة، وصاحبه لو مات عليه لا يخلد فى النار لكنه داخل فى عموم قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} ومن الشرك الأصغر الحلف بغير اللَّه كالحلف بالنبى أو الولى أو الولد أو البلد أو غير ذلك مما سوى اللَّه تعالى، وقد روى الترمذى من حديث ابن عمر رضى اللَّه عنهما أن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من حلف بغير اللَّه فقد أشرك" قال الترمذى: هذا حديث حسن اهـ، ولذلك كان الحلف بغير اللَّه أكبر من قتل النفس ومن الزنا ومن شرب الخمر لأنَّ اللَّه تعالى لا يغفر الشرك

<<  <  ج: ص:  >  >>