هذا الحديث من رواية أبى هريرة رضى اللَّه عنه بلفظ:"والذى نفس محمد بيده" ثم ساق من حديث عائشة رضى اللَّه عنها عن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال:"يا أمة محمد واللَّه لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا" ثم ساق من حديث عبد اللَّه بن هشام قال كنا مع النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر: يا رسول اللَّه لأنت أحب إلىَّ من كل شئ إلا من نفسى فقال النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا والذى نفسى بيده حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك" فقال له عمر: فإنه الآن واللَّه لأنت أحبُّ إلىَّ من نفسى فقال النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الآن يا عمر" ثم ساق من حديث أبى هريرة وزيد بن خالد قصة العسيف وفيها: فقال النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أما والذى نفسى بيده لأقضين بينكما بكتاب اللَّه" الحديث، وقد ساق البخارى كذلك قول النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وأيم اللَّه" وقد أورد البخارى حديث الباب أيضًا بلفظ: كثيرا مما كان النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- يحلف:"لا ومقلب القلوب" وأورده كذلك بلفظ: أكثر ما كان النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- يحلف:"لا ومقلب القلوب".
[ما يفيده الحديث]
١ - جواز الحلف بصفات اللَّه تعالى العلى كما يحلف بأسمائه الحسنى.
٢ - أن أعمال القلب من الإِرادات والدواعى وسائر أعراضه إنما هى من خَلْقِ العزيز الحكيم وتدبيره.