قضى مروان باليمين على زيد بن ثابت على المنبر، فقال: أحلف له مكانى فجعل زيد يحلف وأبى أن يَخلِفَ على المنبر، فجعل مروان يعجب منه، وقال النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-: "شاهداك أو يمينه" ولم يخص مكانا دون مكان اهـ قال الحافظ فى الفتح: (قوله على زيد بن ثابت باليمين على المنبر فقال: أحلف له مكانى الخ) وصله مالك فى الموطإِ عن داود بن الحصين عن أبى غطفان بفتح المعجمة ثم المهملة ثم الفاء -المُزِّى- بضم الميم وتشديد الزاى- قال: اختصم زيد بن ثابت وابن مطيع -يعنى عبد اللَّه إلى مروان فى دار فقضى باليمين على زيد بن ثابت على المنبر فقال: أحلف له مكانى فقال مروان: لا واللَّه إلا عند مقاطع الحفوق، فجعل زيد يحلف أن حقه لحق وأبى أن يحلف على المنبر، وكأن البخارى احتج بأن امتناع زيد بن ثابت من اليمين على المنبر يدل على أنه لا يراه واجبا، والاحتجاج بزيد بن ثابت أولى من الاحتجاج بمروان. وقد جاء عن ابن عمر نحو ذلك فروى أبو عبيد فى كتاب القضاء بإسناد صحيح عن نافع أن ابن عمر كان وصِىَّ رجل فأتاه رجل بصك قد درست أسماء شهوده فقال ابن عمر: يا نافع، اذهب به إلى المنبر فاستحلفه فقال الرجل: يا ابن عمر أتريد أن تُسَمِّعَ بى؟ الذى يسمعنى ثَم يسمعنى هنا فقال ابن عمر: صدق، فاستحلفه مكانه اهـ وقال الحافظ فى الفتح أيضا: ورد التغليظ فى اليمين على المنبر فى حديثين: أحدهما حديث جابر مرفوعا: "لا يحلف أحد عند منبرى هذا على