للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - وعن جبير بن مطعم رضى اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يدخل الجنة قاطع" يعنى قاطع رحم. متفق عليه.

[المفردات]

لا يدخل الجنة قاطع: أى لا تفتح أبواب الجنة لمن يسئ إلى أقاربه.

[البحث]

هذا الحديث من أحاديث الوعيد وقد سبق الكلام على أن أحاديث الوعيد قد تفسر فيحمل مثل هذا الحديث على المستحل لقطيعة الرحم بلا سبب ولا شبهة مع علمه بتحريمها وقد يترك تفسيرها ليشتد الحذر والخوف من الوقوع فيها وقد أشار اللَّه تبارك تعالى إلى خطورة قطيعة الرحم وأن المعرضين عن الأخذ بتعاليم الإسلام إنما يعرضون عن ذلك لحرصهم على الفساد فى الأرض وقطيعة الرحم حيث يقول: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} حتى يكاد يجعل أهم مقاصد الرسالة بعد التوحيد هو صلة الأرحام وفى ذلك يقول: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} أى لا أطلب منكم على تبليغ الرسالة شيئا سوى أن تحبوا أقاربكم وأن تصلوا أرحامكم على ما ذهب إليه بعض أهل العلم من أهل التفسير والتأويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>