للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصنوبرية الشكل الموجودة فى تجويف الصدر فإن هذه القطعة موجودة فى جميع الحيوانات الأليفة والمفترسة، بل المراد ما أودعه اللَّه تبارك وتعالى فى هذه المضغة من لطائفه حتى تكون مستعدة لاستقبال العلوم والمعارف، وإدراكا الخير والشر فإن صلحت كانت مبصرة، وإن فسدت عميت، على حد قوله تبارك وتعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

[البحث]

إن سياق هذا الحديث النبوى يشعر بأن سعادة الإِنسان مبنية على طيب مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه، كما أن خسرانه مبنى على خبث مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه، كما أن طيب المطعم والمشرب والملبس والمسكن يؤثر فى القلب نورا وبصيرة، وسلامة، كما أن خبث المطعم والمشرب والملبس والمسكن يؤثر فى القلب ظلمة وعمى وفسادا ولذلك أرشد الإسلام إلى أنه لا يكون العمل صالحا متقبلا إلا إذا كان الإِنسان يأكل من الطيبات وفى ذلك يقول اللَّه عز وجل: {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} وقد أشار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى أن آكل الحرام لا يتقبل اللَّه دعاءه وأن من رغب أن يكون مستجاب الدعوة فليحرص على أكل الحلال حيث يقول فيما رواه مسلم من حديث أبى هريرة رضى اللَّه عنه "أيها الناس إن اللَّه طيب

<<  <  ج: ص:  >  >>