فالحيطة والحذر أن لا يقترب من الحمى حتى لا يرتع فيه ولا تدخله مواشيه ولا يستجلب غضب الملك الذى انتهك حماه.
ألا وإن لكل ملك حمى: أى ألا وإنه قد جرت العادة أن يكون لكل ملك حمى يحميه، ويمنع الرعاة أن يرتعوا فيه.
ألا وإن حمى اللَّه محارمه: أى ألا وإن اللَّه ملك السموات والأرض قد جعل حمًى وإن الذى حماه اللَّه هو محارمه التى منع عباده من انتهاكها لمصلحة معاشهم ومعادهم.
ألا وإن فى الجسد مضغة الخ: أى ألا وإن فى جسم الإِنسان قطعة لحم عليها مدار صلاحه وفساده فإن فسدت هذه المضغة واختلت قوانين استقامتها فسد الجسد كله، لأنه يصدر عنها، وإن صلحت هذه المضغة لسلامة قوانينها واستقامة أحوالها صلح الجسد كله ألا وإن هذه المضغة هى قلب الإِنسان، وسمى القلب قلبا لأنه محل الخواطر المختلفة وهو عمدة الإِنسان فى تقلبه، على حد قول الشاعر:
وما سمى الإِنسان إلا لنسيه ... ولا القلب إلا أنه يَتَقَلَّبُ