من لم تحرم عليه الصدقة فإنه لو وجد تمرة ساقطة فى الطريق فأكلها فإنه لا بأس عليه، ولذلك أثر أن عمر رضى اللَّه عنه سمع رجلا ينادى: يا من سقطت له هذه التمرة فى الطريق؟ فقال له عمر رضى اللَّه عنه: كُلْهَا يا صاحب الورع الكاذب.
فمن اتقى الشبهات: أى فمن اجتنب الأشياء التى لم يظهر أنها حلال وابتعد عنها.
استبرأ لدينه وعرضه: أى طلب البراءة من الذم شرعا وعرفا فَسَلِمَ له دِينُهُ وسلم له عِرْضُه أى شرفه وجانبه الذى يصونه من أن يُنْتَقصَ ويُثْلَبَ، فمن اجتنب الشبهات صان دينه وحمى عرضه من وقوع الناس فيه.
ومن وقع فى الشبهات: أى ومن هجم على الشبهات واستباحها.
وقع فى الحرام: أى أداه استباحة الشبهات إلى الهجوم على المحرمات وارتكابها دون أن يكون عنده شبهة فى تحريمها بل يعرف أنها حرام لا شبهة فى تحريمها.
كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه: أى ومثال ذلك أن الراعى الذى يرعى إبله أو غنمه لا ينبغى له أن يقترب مما حماه الملك ومنع الرعى فيه لأنه إذا رَعَى حول الحمى واقترب منه اندفعت مواشيه إلى الحمى نفسه فانتهكته ورعت فيه فاستجلب غضب الملك