للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والناس يعرفون حكمه بما جاءهم فيه عن اللَّه ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- أو عرف طيبه وانتفى خبثه وضرره.

وإن الحرام بين: أى وإن الممنوع شرعا واضح يضر تناوله، والناس يعرفون حكمه، بما جاءهم فيه عن اللَّه ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- أو عرف خبثه وضرره.

وبينهما مشتبهات: أى وبين الحلال والحرام أمور مختلطات لم يأت فيها نص بالتحليل ولا بالتحريم فالنفس تتردد فيها أهى من الحلال أم من الحرام؟ لأنها لم يرد فيها نص ولم يعرف طيبها ولا خبثها.

لا يعلمهن كثير من الناس: أى لا يعلم حكم هذه المشتبهات كثير من الناس وهم الذين لا يتمكنون من استنباط الأحكام من الكتاب والسنة، وإنما يعرفها قليل من الناس وهم العلماء الذين يستطيعون استنباط الأحكام غير المنصوصة من الكتاب والسنة على حد قوله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} وقد يشتبه على العالم إلحاق الشئ بالحرام أو بالحلال فيكون الورع تركه كالتمرة التى وجدها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فى الطريق فقال: "لولا أنى أخاف أنها من الصدقة لأكلتها" فتركها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تورعا وهذا بخلاف

<<  <  ج: ص:  >  >>