للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[البحث]

كان من أهم عادات العرب فى الجاهلية ومعتقداتهم التشاؤم، فكانوا يتشاءمون من بعض الأيام وبعض الأشهر وبعض الحوادث بل كان الواحد منهم إذا أراد سفرا أو عقد نكاح أو غيره أرسل طائرا أو نظر فى جو السماء إلى طائر فإن وجده اتجه إلى جهة يمينه استيشر وتفاءل وتَيَمَّنَ به ومضى فى طريقه واعتقد نجاح خطبته، وإن اتجه الطير إلى جهة الشمال تشاءم وتطير ورجع عن قصده واعتقد أنه لن تنجح خطبته إذا مضى فيها، وكانوا يسمون الطير إذا تيامن بالسانح ويسمون الطير إذا اتجه إلى جهة شماله بالبارح فهم يتيمنون بالسانح ويتشاءمون بالبارح، وقد أنكر بعض عقلاء أهل الجاهلية هذه العقيدة المنكرة وأعلن أنها لا تضر ولا تنفع وفى ذلك يقول:

ولقد غدوت كنت لا ... أغدو على واق وحاتمْ

فإذا الأشائم كَالْأَيا ... مِنِ والْأيَامِنُ كالأشائمْ

وقال آخر:

الزجر والطير والكهان كلهموا ... مُضَلَّلُون ودون الغيب أقفالُ

وقال آخر:

وما عاجلات الطير تُدْنِى من الفتى ... نجاحا ولا عن ريثهن قُصُور

وقال غيره:

لعمرك ما تدرى الطوارق بالحصى ... ولا زاجرات الطير ما اللَّه صانعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>