للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

تَخَبَر طَيْرَةً فيها زيادٌ ... لِتُخْبِرَهُ وما فيها خبيرُ

تَعَلَّمْ أنه لا طَيْرَ إلا ... على مُتَطَيِّرِ وهو الثُّبُورُ

بلى شئ يوافق بعض شئ ... أحايينًا وباطله كثيرُ

وقد أبطل الإسلام هذه العقيدة القبيحة، فقد روى البخارى ومسلم فى صحيحيهما من حديث أبى هريرة أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا طيرة ولا هامة ولا صفر" كما عد الإِسلام التطير من أنواع الشرك فقد أخرج أبو داود والترمذى صححه هو وابن حبان من حديث ابن مسعود رفعه: "الطيرة شرك" أما ما رواه البخارى ومسلم من حديث ابن عمر أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "الشؤم فى المرأة والدار والفرس" وفى لفظ: ذكروا الشؤم عند النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "إن كان الشؤم فى شئ ففى الدار والمرأة والفرس" وفى لفظ: "إن يكن من الشؤم شئ حق ففى الفرس والمرأة والدار" وفى بعض ألفاظ هذا الحديث عدم الجزم بالشؤم فى هذه الثلاثة، وقد روى عن عائشة رضى اللَّه عنها أنها أنكرت هذا الحديث فقد روى أبو داود الطيالسى فى مسنده عن محمد بن راشد عن مكحول قال: قيل لعائشة: إن أبا هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "الشؤم فى ثلاثة" فقالت: لم يحفظ، إنه دخل وهو يقول: "قاتل اللَّه اليهود، يقولون: الشؤم فى ثلاثة" فسمع آخر الحديث ولم يسمع أوله، قال الحافظ فى الفتح: قلت: ومكحول لم يسمع من عائشة فهو منقطع

<<  <  ج: ص:  >  >>