للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول اللَّه تعالى: يعنى فى الحديث القدسى.

أنا مع عبدى: المراد بالمعية هنا معية التأييد والتوفيق إذ أن معية اللَّه لخلقه تأتى على معنيين: معية خاصة ومعية عامة فالمعية الخاصة هى معية النصر والتوفيق والتأييد، وأما المعية العامة فهى بمعنى العلم فهو مع جميع خلقه بعلمه، وأما معيته لعباده الصالحين، فهى بمعنى نصرهم وتأييدهم وتوفيقهم فالأولى كهذا الحديث كقوله تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} كقوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} كقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} ولم تذكر المعية العامة إلا مقرونة بالعلم ليكون ذلك تفسيرا لها حتى يندفع ما قد يجره الشيطان من القول بالحلول أو الاتحاد أو وحدة الوجود تعالى اللَّه عن ذلك علوا كبيرا.

ما ذكرنى وتحركت بى شفتاه: أى اُرشده وأسدده وأوفقه وأؤيده

<<  <  ج: ص:  >  >>