للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما يفيده الحديث]

وعنه: أى وعن ابن عباس رضى اللَّه عنهما.

بالنجم: أى عندما انتهى من قراءة سورة النجم.

[البحث]

لفظ هذا الحديث فى صحيح البخارى فى أبواب سجود القرآن وفى تفسير سورة النجم من حديث ابن عباس رضى اللَّه عنهما أن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والانس. ولا شك أن سجود النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- بمكة بالنجم وسجود المسلمين والمشركين معه قد رواه البخارى أيضا من حديث عبد اللَّه ابن مسعود رضى اللَّه عنه وقد كان ابن عباس عند هذه الواقعة صغيرا جدا فلعل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حدثه بها أو سمعها ابن عباس من ابن مسعود أو غيره رضى اللَّه عنهم. ولفظ حديث ابن مسعود عند البخارى: أن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- قرأ سورة النجم فسجد بها فما بقى أحد من القوم إلا سجد فأخذ رجل من القوم كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى وجهه وقال: يكفينى هذا، قال عبد اللَّه فلقد رأيته بعد قتل كافرا. وسجود المشركين مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان بسبب ما وقع فى قلوبهم من المهابة والخوف بعد ما سمعوا خواتيم سورة النجم وما فيها من تهديد شديد فى قوله: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (٥٠) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (٥١) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (٥٢) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (٥٣) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى. . الخ}. أما ما زعمه بعض الاخباريين وبعض المفسرين من أن سبب سجود المشركين هو ما عرف بقصة الغرانيق فإنه فاسد كاسد عاطل باطل لم يثبت فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>